كم تمنيت أن تكوني على مقربة, فتملئي عينيك وقلبك مني, وأملأ قلبي وعيني منك قبل أن أغادر أرض التدريب والتجارب.
أغلب الظن أني سأجتاز الحدود إلى أرض الصراع والعراك في خلال أسبوعين, ما أجملها صورة حين أرى الأعداء يتساقطون صرعى رصاصاتي, وأشاهد الأشلاء تطير بين السماء والأرض مما أقذفهم به من قنابل!!
لا تخافي عليّ من الموت, بل اسأليه تعالى أن يكتبه لي, أو أن يكتب لي النصر.
لم يبق لي في الحياة بعد هذه الهزيمة عزة, ولن يغسل العار إلا السيف, لماذا أخادع نفسي، وأخادع الناس, وثياب الخزي تجلّل جسدي كله؟!
إذا كنت من المؤمنين حقاً فهذا حق الله علي, وإذا كنت من الموقنين بالآخرة, فلم التعلق بهذه الدنيا على ذل وهوان, وحرق مساجد وتحريف قرآن, وهتك عرض, واغتصاب أرض؟! وإذا لم يحق علي الجهاد اليوم فمتى يكون حقا؟!
لا تجزعي علي أيتها الأم, واحتسبيني عملاً صالحاً تقدمينه بين يديك عند الله, وذخرا تدخرينه ليوم يقول فيه الإنسان: يا ليتني قدمت لحياتي.
لا تعدي نفسك في الثواكل, ولا تخالي ابنك قد ضاع سدى, دعي الناس يحسبون كيف يشاءون, ما عليك من حسابهم من شئ, فلله الأمر من قبل ومن بعد ويوم يقوم الحساب.
لا تنظري إلى الخلف يا أماه! فيطول ليلك، ويطول همك, وتذهب نفسك حسرات, ولكن انظري إلى الأمام, فذلك خير وأهدى سبيلا, انظري إلى الأمام بعيدا ... بعيدا ... انظري إلى ما بعد الموت ... انظري إلى الدار الآخرة, انظري إلى جنات الله وإلى جوار الله, هنالك ستلاقين أبي هنالك ستلاقين ابنك الوحيد, هنالك سنلتقي جميعاً إن شاء الله.
ابنك الفدائي
ما على عثمان