وفى الجبهة الأوربية: مات يانوش عام ١٥٤٠م ولم يكن له إلا ولداً طفلاً فقامت الملكة إيزابيلا بالكتابة إلى السلطان العثماني تقول له أنها تريد أن يكون ابنها هو الملك بديلا عن أبيه، وكانت تدرك أن فرديناند ارشيدوق النمسا يطمع في ملك المجر بل وتحرك وحاصر بودين فعلا، وسريعا ما تحرك جيش العثمانيين بقيادة السلطان سليمان القانوني نحو بودين، وما أن سمع النمساويون بقرب القوات العثمانية حتى تركوا حصار المدينة وهربوا، وعند أنسحابهم كانت بعض وحدات العثمانيين بقيادة الوزير محمد باشا تلحق بهم الخسائر الفادحة أثناء انسحابهم.
وفى عام ١٥٤١ دخل السلطان بودين وأمر بتحويل أضخم كنائسها إلى جامع للمسلمين كما أمر بإلحاق هذه المنطقة الهامة من المجر بالدولة العثمانية تحت اسم ولاية بودين، وأمر بتعيين سيجسموند الابن الطفل لملك المجر يانوش، أميرا على إمارة أردل التي كان يحكمها أبوه قبل أن يصبح ملكا على المجر، ثم عاد السلطان إلى العاصمة.
لكن فرديناند لم يسكت فقد أقنع البابا بول الثالث بضرورة تكوين حملة صليبية قوية لكي تستريح أوربا من العثمانيين بالتخلص منهم والقضاء عليهم. وتحركت هذه الحملة إلى بودين عام ١٥٤٢، وحاصرتها حصارا محكما، لكنها فشلت في الاستيلاء عليها، ولما وصلت أخبار هذه الحملة إلى السلطان سليمان، تحرك مرة أخرى عام ١٥٤٣ إلى أوربا واستولى على أهم القلاع المجرية التي كانت في يد النمسويين وهما استركون، واستولني بلغراد.