والاستفهام الثاني {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} الوارد في الآية الخامسة والسبعين المتقدمة يفيد التذكير أيضا بالمعنى الذي قد تقدم في الاستفهام قبله، ويفيد أيضا العتاب، ولكن على وجه أشد وأغلظ، وقد دلّ على شدة العتاب واللوم الزيادة التي وردت في هذا الاستفهام وهي (لك) وكأنها تعني: قلت لك من قبل إنك لنا تستطيع معي صبرا، قلت هذا لك أنت! ألم تسمع؟! ألم تع؟! لقد اعتذرت فيما مضى بالنسيان، فبأي عذر تعتذر الآن؟!.
هذه الآية الكريمة التي اشتملت على هذا الاستفهام جاءت مع آيات قبلها وآيات بعدها تحكي قصة أصحاب الجنة، ولكي تفهمي - يا أخت - معنى الاستفهام هنا على وجه أدق وأوضح أقص عليك قصتهم ملخصة مما نصت عليه الآيات القرآنية ومما ذكره أبو حيان في تفسيره البحر المحيط [٧] .