يراد بالجنة هنا البستان، ويقال إنها كانت لرجل يؤدي منها حق الله تعالى، ويفتح أبوابها للمساكين أيام القطاف وجني الثمر، فينالون منها خيراً كثيراً مما تخطئه أعين القاطفين ولا تناله أيديهم، ومما يتناثر هنا وهناك بعيداً عن البسط الممدودة من تحت الأشجار.
ومات هذا الرجل، وصارت الجنة إلى أبنائه من بعده، فقالوا نحن أولو عيال وسوف يضيق علينا الرزق إن دخل علينا الجنة هؤلاء المساكين على عادتهم أيام أبينا، فأقسموا ليقطفْنّ ثمرها في الصباح الباكر قبل أن يجيء المساكين على عادتهم مع أبيهم، عزموا على ذلك عزم من يملك أمره، لا ينثنون عما عزموا عليه، ولا يقولون إن شاء الله.