للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكل شيء قلبَ، والحب قلب العبادة:

وقد يقول قائلٌ: أغفلتم جانب الحب، وأهملتم شأنه ونقول له: ما أغفلنا ولا قصرنا، فإذا كنا قد ذكرنا من قبل أنّ الرغبَ والرهب دعامتا العبادة، فلنذكر أن الحبَّ قلبها، وأن العبادة بلا حب كالجسد بلا قلب، ومن الناس من هدِيَ في أمر الحب إلى صراط مستقيم، ومنهم من ضلّ الطريق القويمَ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ذلكم أن حب الله نوعٌ من العبادة، ولهذا بين لنا ربنا سبحانه أن حب المؤمنين له تعالى: هو آية الإيمان، وأن حب المشركين لآلهتهم هو غاية الكفران، وذلك في قوله جل ذكره: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} ٦٥: البقرة.

والحب لله طاعة لأوامره، واجتنابٌ لنواهيه، واتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، واقتداء بهديه وقد أمر ربنا سبحانه رسوله الكريم أن يعلمنا هذا الهدى القويم، وذلك في قوله سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ٣١: آل عمران، وقد بينت هذه الآية الكريمة أنّ أهل الطاعة هم أهل المحبة وأهل المغفرة، ثم بينت الآية الكريمة التالية لها أن أهل المعصية هم أهل الكراهية، وهذه الآية هي قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} ٣٢: آل عمران.

هذا بعض القول، في موضوع يحتاج إلى مزيد من القول، حتى تتضح الحقائق ناصعة، وتولي الشبهات مدبرة.

نسأل الله جل ذكره: أن يجعل قولنا سداداً، وعملنا رشاداً. وتوفيق الله خير الأرزاق.

هذه حضارتهم

أصدر مركز التوثيق والإعلام إحصائية عن الجرائم التي تقع في فرنسا، جاء فيها: