وإني لأكتب هذا التذييل العجلان في غمرة من أنباء التدمير المبير، الذي تنشره أسلحتكم الشيطانية على امتداد لبنان بعامة، وفي أحياء المسلمين من بيروت الغربية بخاصة، حيث يدك المجرمون من حلفائكم عديد المستشفيات على أجساد نزلائها من المرضى والأطباء، وآلاف المنازل الآمنة على رؤوس المئات من ضحاياها البرآء.. وقد قطعوا الماء وموارد الغذاء والضياء عن كل مكان من ذلك البلد المنكوب، كي لا يدعوا لأهله موضعاً للأمل بالبقاء.. وكل ذلك على مرأى ومسمع منكم يا سيادة الرئيس، دون أن يحرك فيكم ساكناً، أو يطلق لسانكم بكلمة حاسمة تقف وحوش الغاب عن اندفاعها المجنون.. هذا مع يقينكم التام بأن أولئك السفاحين ما كانوا ليقدموا على جرائمهم الجهنمية لولا ثقتهم بتأييدكم المطلق، سواء في مجلس الأمن الذي تنسفون كل مقرراته المنصفة بقذائف النقض، أو في فنون الهلاك من المبيدات العنقودية والإنشطارية والفوسفورية والفراغية، التي تمدون بها أولئك السفاكين للإجهاز على بقية الأبرياء المساكين..
ولم كل هذا الإجرام بحق الإنسانية، التي تنادون بوجوب الحفاظ على حقوقها؟!.
ستقلون حتماً: إنه حق إسرائيل في الأمن على حدودها من غارات الفلسطينيين! ...
ولكن.. هل بلغ تحجر الضمير الأميركي إلى حد أن يتناسى حق هؤلاء المشردين في الدفاع عن وجودهم؟!.
هل بلغ الفساد في ذلك الضمير إلى حد ألاَّ يفرق بين ظالم زحف بقضه وقضيضه من مختلف أرجاء العالم، ليقتلع شعبا من وطن ورثه عن عشرات الأجيال من آبائه، وبين هذا الشعب المظلوم الذي اغتصب القتلة وأنصارهم أرضه ودياره، فبات شريداً في المجاهل، حتى لم يجد مناصاً من اللجوء إلى السلاح للدفاع عن حقه في الحياة؟!!.