في هذا المعسكر يحيا طلابه البالغ عددهم (١٠٣) قدموا من كل محافظات السودان الشمالية ليعيشوا حياة جماعية إسلامية ملتزمة تحت إشراف الأساتذة والمشرفين عليهم..
ولعل من أبرز النظم والأفكار الواردة في البرنامج الدراسي لهذه الدورة الروح الجماعية السائدة على جو المعسكر، في الأكل والعبادة والنشاط العملي (وهو عبارة عن زيارات يومية لمساجد خارجية وشهود محاضرات من الأساتذة) كذلك تم التركيز في البرنامج على الحفل والتلاوة والتجويد من مواد القرآن الكريم، وهذا أمر طبيعي ما دامت الدورة قائمة أساساً لاستقبال طلاب من حفظة القرآن الكريم في مسار التعليم النظامي، ثم هناك ما يمكن أن يعتبر موضوعاً ذا دلالة نظراً لموقع السودان الجغرافي الحساس ولكونه مستهدفاً من جهات تجاهر بعدائها للعقيدة الإسلامية، هذا الموضوع في مواد البرنامج الدراسي بالمعهد هو ما سمي بأعداء الإسلام الحمر بينها العلمانية والتنصير..
إن الهدف البعيد أو الإستراتيجي كما يسمونه الذي ترمي إليه إدارة التعليم في السودان من وراء قيام المدارس التكميلية والسير فيها قدما يمثل هذا الخطو المنظم وهو القضاء على الأمية بصورة سريعة وذلك بإنشاء ٥٨٧ مدرسة من هذا النوع خلال الخطة الستية المعدلة المتعلقة بتعميم التعليم الأولي في البلاد..
إنه لشيء يدعو للتفاؤل أن يجد المسلمون أينما كانوا، فرصة الالتقاء (ولو بصورة غير مباشرة) في ميادين العمل المثمر من أجل تثبيت دينهم الحنيف حتى يمتنع ركنه على أن ينال منه الحاقدون وإن كثر عددهم وعلت ضجتهم فوق أصوات الحكمة والعدل والرأي السديد..