إن العمل في هذه الجامعة وفي المدينة المنورة التي يأرز إليها الإيمان كما تأرز الحية إلى جحرها، ومع هذه الوفود التي رمت بها الأمم إلينا من أفلاذ أكبادها لخير عظيم ساقه الله إلينا أو ساقنا الله إليه، وهو يقتضي منا شكر الله المنعم، ويستلزم منا عملا جادا وتفكيرا عميقا في سبل إسداء الخير والنصح والتوجيه والقدوة لهذه الوفود التي ستعود إلى بلادها، وتطبق على أممها ومجتمعها ما جنته من خير، وما تأثرت به من انطباعات إبان وجودها بين ظهرانينا، وهي في الحقيقة تستفيد وتتأثر من الخطوة والنظرة والكلمة واللفتة من الكبير والصغير فلا يستقلن أحد منا نفسه، ولا يغفلن عن ثغرته هذه لأننا على ثغرة من ثغور الإسلام.