للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَود أن أختم كلمتي هذه بقصة طالب إفريقي سبق أن ذكرتها ولا أزال أتذكرها خلاصتها أنه قدم إلى مطار المدينة المنورة فلم يجد أحدا يستقبله فاستأجر سيارة توصله إلى مقر الجامعة وعندما وصل إليها طالبه السائق بأجرته وهو محق في ذلك فلم يجد الطالب ما يدفعه له فأغلظ السائق عليه وإذا بأخ مستخدم يسمع هذا الكلام فيتأثر ويدفع للسائق أجرته ثم يصحبه إلى مقر الرياسة ثم إلى إدارة القبول- حينذاك- وينهي إجراءاته وأخيرا دفع له عشرين ريالا يستعين بها ريثما يستلم من الجامعة مكافأته ويشاء الله أن يتخرج الطالب- ويعود إلى بلاده. ويشاء الله أيضا أن أزور تلك البلاد في رحلة تفقدية من قبل الجامعة فألقى الطالب وقد أصبح شخصية كبيرة في بلاده، فيسألني- وقد استقبلني في المطار- عن المستخدم الذي ساعده أول وصوله إلى المدينة والجامعة قبل أن يسألني عن أي شخص فأجبته. وعندما كان اليوم الثاني زارني وأعاد علي السؤال نفسه فاسترعى انتباهي تكرار سؤاله عن هذا المستخدم فقلت له: ما السبب في سؤالك المتكرر عن هذا الشخص؟ فقال لي بالحرف الواحد: إن لم أسأل عن هذا الشخص اليوم وغدا وإلى أن ألقى الله فلا وفاء ولا كرامة عندي. وذكر لي القصة. فاعتبروا يا أولي الأبصار.

وبعد: فلعلي وفقت في نيابتي عنكم في إجزاء الشكر الجزيل لمن سلف، والتهنئة والأمل الطيب لمن خلف، وأسأل الله تعالى للجميع الهدى والتقى والعفاف والغنى. وصلى الله وسلم على آله وصحبه وسلم.

كلمة الدكتور الزايد

ثم ألقى فضيلة الدكتور عبد الله الزايد كلمة بهذه المناسبة جاء فيها:

إن العمل للإسلام فريضة الله على المسلم أينما حل وفريضة الله على عبده المؤمن في كل الظروف، ولا يرتبط بأشخاص ولا يقتصر على زمان ولا مكان بل يرتبط بالقدرة على التحرك للعمل للإسلام.