والذي ينبغي أن يعلمه المسلم عن ليلة الإسراء هو أن الروايات مضطربة ومختلفة في كون الإسراء والمعراج كانا في رجب، وفي كون ليلة الخامس والعشرين منه هي تلك الليلة التاريخية التي تمت فيها أكبر معجزة في تاريخ الأنبياء بل البشرية جمعاء.
ومن هنا أنكر أهل العلم على العوام إتخاذ ليلة الخامس والعشرين من رجب موسماً يحتفل فيه بأنواع من الطعام، أو بضرب من أَنواع العبادات ويسمونه بالرجبيِّة، وهذا الاسم كان لأهل الجاهلية، وقد تقدم قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه وهو "هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبيّة". وقد شاع اليوم بين المسلمين زيارة المسجد النبوي في شهر رجب، وأطلقوا على هذه الزيارة لفظ الرجبيّة، وهي بدعة أنكرها أهل العلم، ومازالوا ينكرونها على العوام ولكنهم لا ينتهون.
وأَذكر أني مراراً أقول في هذه المناسبة: أيها الناس تعالوا نحتفي بهذه الذكرى الطبيبة، ثم أقول هيا بنا نحتفي ونحتفل! ولكن فماذا نصنع، ما الذي وضع لنا الشارع من العبادات، ما الذي نقول؟ ما الذي نفعل؟ فلم نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع لهذه الذكرى قولاً ولا عملاً، بل ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يثبت ذكرها مجرد ذكر، فننتهي إلى القول بأنها بدعة يجب تركها والتنبيه عليها لأن الذي لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ديناً لا يكون اليوم ديناً، ومالم يكن ديناً يتقرب به إلى ربنا ويطلب به رضاه فلا خير فيه وتركه واجب والإعراض عنه لازم.