كما أن من أعظم أسباب نجاح الدعاة كذلك أن يكونوا عاملين بما يدعون الناس إليه، منتهين عما ينهون الناس عنه، وقد وصف الله الذي يخالف قوله فعله بأنه ممقوت وفي ذلك يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ..}
ولله در الشاعر إذ يقول:
هلا لنفسك كان ذا التعليم
يا أيها الرجل المعلم غيره
كيما يصح به وأنت سقيم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
أبدا بنفسك فانهها عن غيها
بالقول منك وينفع التعليم
فهناك يسمع ما تقول ويهتدى
عار عليك إذا فعلت عظيم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
ولذلك قال العبد الصالح شعيب عليه السلام لقومه:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب} .