كما روى البخاري ومسلم من طريق ابن أبي بردة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذا إلى اليمن فقال:"يسرا ولا تعسروا وبشرا ولا تنفروا وتطاوعا ولا تختلفا" وكان من أمثلة ذلك عمليا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روى مسلم في صحيحة من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: "بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه. ما شأنكم تنظرون إلى؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني.. قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبرز من ذلك ما روى البخاري وغيره "أن أعرابيا دخل المسجد ورسول الله جالس فصلى ركعتين ثم قال: اللهم أرحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لقد تحجرت واسعا"ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد فأسرع إليه الناس فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:" إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ثم أمرهم أن يصبوا على محل بوله ذنوبا من ماء.. ولما فرغ من بوله دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:"إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من البول والقذر أنما هي لذكر الله تعالى والصلاة وقراءة القرآن.."
ومن أعظم أسباب نجاح الدعاة أن يتحلوا بالصبر ولذلك قال لقمان لأبنه وهو يعظه:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} .