للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودورة الشمس والقمر والكواكب، ليست مضبوطة بالساعة، أو الدقيقة، وإنما هي مضبوطة بسرعة الضوء أو الشعاع، الذي قدرت سرعته بقطع، (١٦٨) ألف ميل في الثانية تقريباً [١٢] يؤيد ذلك ما نقله ابن القيم وأقره، من اتفاق أرباب الهيئة وعلمائها، من أن الشمس بقدر الأرض مائة [١٣] ونيفاً وستين مرة، والكواكب التي نراها كثير منها أصغرها بقدر الأرض قال: وبهذا يعرف ارتفاعا، وبعدها، وأنت ترى الكوكب كأنه لا يسير، وهو من أول جزء من طلوعه إلى تمام طلوعه يكون فلكة قد طَلعَ بقدر مسافة الأرض مائة مرة مثلا، وهكذا يسير على الدوام، والعبد غافل عنه وعن آياته [١٤] .

المبحث الرابع- ((مسلك المتكلمين، والفلاسفة في إثبات وجود الله تعالى)) :

بعد أن عرضنا مسلك القرآن الكريم في إثبات وجود الله تعالى، وهو الأصل في هذا البحث، ذلك أن معرفة الله تعالى، المعرفة الحقة وإثبات وحدانيته هما المطلب الأول، رأينا أن نذكر فكرة موجزة عن المسالك الأخرى في إثبات وجود الله تعالى، حتى يطلع القارئ على الفرق بين المسلكين، وسأتبع في ذلك مسلك الإيجاز، وسيكون كلامي هنا مختصراً لا إطناب فيه، إذ المقصود هو التمايز بين منهج القرآن الكريم وغيره من المناهج، لقول القائل: فبضدها تتميز الأشياء، فيدرك الفرق بينهما، ويتضح مسلك القرآن اتضاحاً كاملا، ويمتاز امتيازاً تاماً، ولأنه قد قيل أيضاً:

إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

ألم تر أن السيف ينقص قدره