للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنك أفقرت ولدك من هذا المال فتركتهم عيلة لا شيء لهم، فلو أوصيت بهم إليّ وإلى نظرائي من أهل بيتك.

فقال عمر رضي الله عنه:

أسندوني، ثم قال: أما قولك إني أفقرت أفواه ولدي من هذا المال فو الله إني ما منعتهم حقا هو لهم، ولم أعطهم ما ليس لهم.

وأما قولك: لو أوصيت بهم إليّ أو إلى نظرائي من أهل بيتك. فإن وصيتي ووليي فيهم الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين.

بنيّ أحد رجلين إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجا، وإما رجل مكب على المعاصي فإني لم أكن أقويه على معصية الله.

ثم بعث إليهم- وهم بضعة عشر ذكرا- فنظر إليهم، فذرفت عيناه فبكى ثم قال:

بنفسي الفتية- كما يقولون- تركتهم عيلة لا شيء لهم، فإني بحمد الله قد تركتهم بخير.

أي بَنِيَّ إنكم لن تلقوا أحدا من العرب ولا من المعاهدين إلا أن لكم عليهم حقا.

أي بَنِيّ إن أباكم ميل بين أمرين بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار، أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار. قوموا عصمكم الله!!

روى أحد المؤرخين قال:

مات الخليفة هشام بن عبد الملك، وخلف أحد عشر ابنا، فقسمت تركته، وأصاب كل واحد من تركته ألف ألف دينار، ورأيت رجلا من ولد عمر بن عبد العزيز قد حمل في يوم واحد على مائة فرس في سبيل الله عز وجل ورأيت ولد هشام يُتَصدق عليه.

رحم الله عمر بن عبد العزيز وأولاده ورضي عنهم أجمعين.


[١] أم عمر بن عبد العزيز هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب قيل اسمها: ليلى أو قريبة أو عنبة تزوجها عبد العزيز فولدت له عمر (سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم) .
[٢] من زوجات عمر لميس بنت علي بن الحارث وأنجب منها عبد الله وبكر وأم عمارة.