قال ابن النجار- كما ذكر ذلك بهجة البيطار-: قدم بابن تيمية والده إلى دمشق، فأخذ الفقه والأصول على والده. وسمع من خلق كثيرين منهم الشيخ شمس الدين، والشيخ زين الدين بن المنجا والمجد بن عساكر. وقرأ العربية على ابن عبد القوي، ثم أخذ كتاب سيبويه فتأمله وفهمه وعنى بالحديث، وسمع الكتب الستة، والمسند مرات وأقبل على تفسير القرآن الكريم فبرز فيه، وأحكم أصول الفقه، والفرائض والحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك من العلوم، ونظر في الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله، ورد على رؤسائهم وكبارهم، وتأهل للفتوى والتدريس، ولم يبلغ العشرين سنة، وتضلع في علم الحديث وحفظه، حتى قال من قال: إن كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فهو ليس بحديث. وأمده الله تعالى بكثرة الكتب وسرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم، وبطء النسيان، حتى قال غير واحد، إنه لم يكن يحفظ شيئا فينساه، وألف في أغلب العلوم التآليف العديدة. حتى قال الحافظ الذهبي: وما أبعد أَن تصانيفه تبلغ خمسمائة مجلد.
وقال الحافظ المزي: ما رأيت مثله (أي ابن تيمية) ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أَحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله، ولا أتبع لهما منه.
وقال ابن دقيق العيد: لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا كل العلوم بين عينيه، يأخذ ما يريد ويدع ما يريد، وقلت له: ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثلك!!!
وقال الشيخ إبراهيم الرقي: إن تقي الدين يؤخذ عنه ويقلد فإن طال عمره ملأ الأرض علما وهو على الحق، ولا بد أَن يعاديه الناس لأنه وارث علم النبوة.
وقال: قاضي القضاة ابن الحريري: إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن هو؟