ولما أَذن الله بنصر دينه، بيت بعض العبيد الأنكاد المناجيس الشيخ فتسوروا عليه جدار المنزل وأَرادوا الفتك به، غير أَن الله أيقظ رجالاً من أهل الحي فصاحوا فيهم فهربوا. وهنا قرر الشيخ العودة إلى بلاه وكان بها حاكم صالح يقال له عثمان بن حمد بن معمر، فتلقى الشيخ بغاية الحفاوة والتكرم وعرض الشيخ عليه الدعوة فقبلها بعد أن عرف أنها حق وأن غايتها إصلاح العباد والبلاد وبانضمام هذا الأمير إلى الدعوة عزت فأمكن الشيخ أن يعلنها داوية وأن يغير الباطل بيده بعد أَن عجز عن تغييره بلسانه، فهدم قبة زيد بن الخطاب وقطع ما كان يعظم من الأشجار فعظم شأن الشيخ وذاع صيته في البلاد.
وهنا شعر حاكم الأحساء بخطر الدعوة إذا استفحل أَمرها فكتب إلى واليه عثمان بن معمر يقول له: إن المطوع الذي عندك قد فعل وفعل فإذا وصلك كتابي هذا فاقتله، وإلا قطعنا عنك خراجك. فخاف عثمان على مركزه فأمر بإخراج الشيخ من بلده، فخرج الشيخ يمشي على رجليه ووراءه فارس موكل به.
ومن كرامات الشيخ رحمه الله أن الفارس الموكل به قد هم بقتلة في الطريق بإيعاز من ابن معمر، غير أَنه لما هَمَّ ارتعدت يده وخارت قواه ولم يفعل، فكفى الله الشيخ شره والحمد لله. وهذه ثمرة من ثمار ذكر الله تعالى والتوكل عليه، إذ كان الشيخ في طريقه لا يفتر عن ذكر الله، ومن الحين إلى الحين يردد قول الله تعالى:(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه) .