إن ما لاقاه الشيخ من الشدائد وما قاساه من أذى الناس في سبيل الدعوة إلى الحق أمر لا يوصف وحسبه أن عاش مجاهدا طيلة عمر مديد بلغ إحدى وتسعين سنة (١) وحسبنا من ذكر صبر الشيخ ذكر مواطنه وقد مر بنا بعضها من ذلك سفره في طلب العلم إلى الشام على رجليه حيث لم يجد راحلة ولا دابة يركبها، وما لاقى من مشاق السفر مما أشرف معه على الهلاك خروجه من العيينة بأمر ابن معمر وهو حاسر الرأس حافي القدمين خائفاً يترقب وقد هم الفارس الموكل به في الطريق بقتله فاستل سيفه وأَراد أن يضرب الشيخ غير أن الله تعالى أنزل به رعبا فشل معه في ضرب الشيخ.
الحروب التي دارت في بلاد نجد وشنها عليه وعلى الأمير محمد بن سعود أعداء الإصلاح والتوحيد تلك الحروب التي دامت سنوات كلها خاضها الشيخ جنبا إلى جنب مع الأمير محمد بن سعود والموحدين. وقد يغنينا عن مزيد ذكر الأحداث الجسام التي يتجلى فيها صبر الشيخ وتحمله الأذى في سبيل دعوة الحق أَن أخاه سليمان وهو شقيقه قد تصدى له يوما في إبان الدعوة وظهورها، تصدى له أخوه فطعنه بسكين طعنات قاتلة وفر والتحق بصفوف أَعداء الدعوة الإسلامية. غير أن الله تعالى رحمه ببركة دعاء الشيخ فتاب وعاد إلى صفوف دعوة الحق وناصرها حتى مات.