إن نجاح دعوة الشيخ أمر ظاهر لا يشك فيه، وقضية مسلمة لا يجادل فيها فما من دعوة إصلاحية ظهرت بعد دعوة الشيخ وفي كل ديار المسلمين شرقا وغربا إلا وهي ترديد لصدى دعوة الشيخ رحمه الله تعالى. وبالرغم من العنف الذي واجه دعوة الشيخ والشدة التي حوربت بها من قبل السياسيين والعلماء والانتفاعيين من ذوي النيات الفاسدة، والأغراض الخبيثة فإنه لم يبق صقع من أصقاع العالم الإسلامي إلا وفيه مؤمنون قلوا أو كثروا يترحمون على الشيخ ويدعون بدعوته، ويسيرون على منهجه في الدعوة إلى الله تعالى وخير ما يقال في هذا الحديث عن نجاح دعوة الشيخ أن دعوة الشيخ شابهت دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل مراحلها وإلى أن انتهت بنصرها، ولنورد وجوه الشبه فنقول: إن البلاد النجدية بصورة خاصة كانت عند ظهور الشيخ في غاية الفساد والضعف من حيث العقائد والأخلاق والسلوك العام والخاص وكذلك كانت حال مكة والبلاد حولها عند بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ الشيخ دعوته في نجد بدأها سرا وكان المؤمنون بها قلة لا تذكر ولاقوا من الضغط الشديد والعداء العنيد مما اضطر الشيخ إلى الهجرة من الحريملا إلى العيينة ثم إلى المدينة وكذلك أتباعه كالذي حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى استقروا بدار الهجرة والإيمان بالمدينة المنورة.