للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عندما آمن بدعوة الشيخ الأمير محمد بن سعود وانتصر لها أصبحت الدرعية مركز الدعوة ومنطلقها كالذي تم للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة النبوية إذ بعد الهجرة إليها والاستقرار بها أصبحت مركز الدعوة ومنطلقها بدأ جهاد الشيخ المسلح من الدرعية كما بدأ جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم المسلح من المدينة. انتصرت الدعوة الإسلامية على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد أن خاض الرسول صلى الله عليه وسلم وأَصحابه المعارك البطولية ضد جيوش البغي والطغيان. انتهت بتطهير مكة وكل شبه الجزيرة من الشر ومظاهره والفساد وآثاره. وأعلن فيها عن التوحيد والحق والعدل وسادها طهر وصفاء وعدل وأمن ورخاء. وانتصرت دعوة الشيخ في نجد أيضا بعد معارك طويلة خاضها الشيخ وأتباعه على الحق وانتهت بتطهير البلاد النجدية من الشرك والخرافة والباطل والشر والفساد وسادها العلم والعدل وحل بها الأمن والرخاء بتكوين دولة آل سعود بها الأمر الذي لا مجال لإنكاره.

ففي هذه المراحل كلها كان الشبه بين الدعوتين كبيرا مع الفارق الذي هو النبوة وعدمها وآخر وجوه الشبه أن الرسول صلى الله عليه وسلم راسل الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام لسعادتهم وكمالهم فراسل كسرى وقيصر وغيرهما، فكذلك الشيخ راسل أمراء وعلماء العالم الإسلامي يدعوهم إلى الإسلام، ومن بين ما أذكر رسالة وجهها إلى علماء جامع الزيتونة بتونس ورسالة وجهها إلى الملك سليمان ملك المغرب، وقد رحب الأخير بالرسالة وشرحها لرجاله وقدمها للأئمة في خطبة جمعة ضمنها أهداف الدعوة الإسلامية جزى الله تعالى كلاً من المرسل والمرسل إليه خير الجزاء.

وأخيرا إن سر نجاح دعوة الشيخ يكمن في أمور يجب أن لا تغيب عن ذهن الداعي الإسلامي الذي يريد أن يبلغ الكمال في دعوته وتلك الأمور هي: