الهمزة هنا في هذه الصيغة (أو لم يتفكروا) للإنكار والتوبيخ:
ينكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية على كفار مكة ويوبخهم أن لم يتفكروا في انتفاء الجنون عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو صاحبهم قد عرفوه من قبل هذا صغيرا وجرّبوه كبيرا فما رأوا فيه طيش شباب ولا انحرافا عن صواب، واستأمنوه فكان المستأمن الأمين، واستمعوا إلى قوله فكان المحدث الصادق، وحكّموه فيما شجر بينهم من خلاف فكان الحكم العدل والقاضي الثاقب الرأي، فمن أين يجيئه الجنون بعد هذا كله؟!! لو كنتم يا كفار مكة تتفكرون في أنفسكم! وتتدبرون الذي عرفتم عن صاحبكم هذا لقلتم حقاً وصدقاً إن هو إلا نذير مبين.
وإعراب (أولم يتفكروا) واضح بيِّن قد مضى إعراب مثله كثيراً.
وإعراب (ما بصاحبهم من جنة) : (ما) نافية غير عاملة، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (بصاحبهم) جار ومجرور ومضاف إليه: الباء حرف جر وصاحب مجرور بالباء وهم ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، ولك أن تقول الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم. (من جنة) من حرف جر زائد وجنة مجرور بمن وعلامة جره كسرة ظاهرة على آخره وجنة المجرور بحرف الجر الزائد مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الكسرة التي أتي بها لمناسبة حرف الجر الزائد، وعلى رأي من يرى أن المجرور بحرف الجر الزائد يكون إعرابه محلياً تقول (جنة) مبتدأ مؤخر وهو في محل رفع.