للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(إلا بالحق) (إلا) أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، (بالحق) جار ومجرور يتعلقان بمحذوف حال، والمعنى: ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا متلبسة بالحق وأجل مسمى.

(وأجل مسمى) الواو عاطفة و (أجل) معطوف على الحق و (مسمى) نعت لأجل مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره وهو الألف منع من ظهورها التعذر.

وجملة (ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى) في محل نصب مفعول به لفعل (يتفكروا) على إسقاط الخافض، ويجوز أن تكون هذه الجملة في محل جر بفي المقدرة.

أختي العزيزة هل:

الصيغة السابعة عشرة من هذه الصيغ التي أدخل فيها على لم النافية الجازمة للفعل المضارع هي (ألم ينظروا) وقد جاءت في آيتين اثنتين:

الآية الأولى قوله وتعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (الأعراف/ ١٨٥) .

هذه الاستفهام في هذه الصيغة الواردة في هذه الآية للإنكار والتوبيخ:

ينكر الله سبحانه وتعالى على أولئك الذين يكفرون بآيات الله، وينكرون البعث والحساب، ويكذّبون بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ينكر عليهم ويوبخهم أن لم يتأملوا في عظمة الله وسلطانه وبديع صنعه فيما خلق من سموات وأرض وأشياء كثيرة مختلفة لا تحصى مبثوثة أمام أعينهم في كل مكان تدل على أنه الواحد القادر على كل شيء، فيؤمنوا بالله سبحانه وتعالى، ويصدقوا برسوله صلى الله عليه وسلم.

وينكر عليهم أيضاً ويوبخهم أن لم يتدبروا اقتراب أجلهم فيبادروا إلى الإيمان قبل الفوات، قبل أن يأتيهم الموت بغتة فيهلكوا وهم على الكفر وبئس الممات.