للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، وإعراب قوله تعالى (أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض) سهل واضح، قد تقدم إعراب مثله أكثر من مرة.

وأما إعراب قوله تعالى بعد ذلك (وما خلق الله من شيء) فالواو عاطفة، و (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على ملكوت. و (خلق) فعل ماض ولفظ الجلالة (الله) فاعل و (من شيء) من حرف جر، وهي هنا بيانية تبين المعنى المراد من اسم الموصول (ما) وشيء مجرور بمن، والجار والمجرور (من شيء) في محل نصب على الحال من (ما) وجملة (خلق الله من شيء) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير وما خلقه الله من شيء.

وإعراب قوله تعالى بعد ذلك (وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) :

الواو عاطفة و (أن) - بفتح الهمزة وسكون النون- مخففة من أنَّ الثقيلة، حرف توكيد، تنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها، واسمها ضمير الشأن محذوف تقديره هو أي الحال والشأن.

وعسى فعل ماض جامد مبنية على فتح مقدر على الألف للتعذر لا محل لها من الإعراب.

وتستعمل (عسى) أحياناً فعلا ناقصا فتعمل عمل كان، وأحياناً فعلا تاما فتكتفي بمرفوعها على أنه فاعل.

وتدل (عسى) على الترجي والطمع في خبرها أو فاعلها إن كان محبوبا، وعلى الخوف والإشفاق منه إن كان مكروها.

وتفيد (عسى) الظن والشك في وقوع أمر مع توقع حصوله، وقد تأتي لليقين، وهي هنا في هذه الآية لليقين.

ويجوز في (عسى) الواردة في هذه الآية أن تكون ناقصة وأن تكون تامة، وعلى اعتبار أنها ناقصة في (أجلهم) المذكور في آخر جملتها اسمها مرفوع وعلامة رفعه ضمة ظاهرة على آخره وهو اللام. (أجل) مضاف و (هم) مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وعلى هذا الإعراب تكون المسألة من باب التنازع: