للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنازع (عسى) و (يكون) و (اقترب) في (أجلهم) فأعمل الأول وهو عسى وأضمر في الثاني والثالث، وأتم الإعراب على اعتبار أنها ناقصة وعلى اعتبار التنازع السابق الذكر فأقول: (أن يكون) أن حرف مصدري ناصب للفعل المضارع مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و (يكون) مضارع كان الناقصة منصوب بأن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره، واسم يكون ضمير مستتر تقديره هو يعود على (أجلهم) المتأخر لفظاً المتقدم رتبة، (قد اقترب أجلهم) :

(قد) حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب. و (اقترب) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على (أجلهم) المتأخر لفظاً المتقدم رتبة، وجملة (قد اقترب) في محل نصب خبر يكون، والمصدر المؤول من (أن يكون) في محل نصب خبر (عسى) .

وعلى اعتبار (عسى) تامة يكون فاعلها المصدر المؤول من (أن يكون) واسم (يكون) يجوز أن يكون ضمير الشأن المحذوف وحينئذ يكون أجلهم فاعل اقترب ويجوز أيضاً أن يكون أجلهم اسم يكون، وفاعل اقترب حينئذ ضمير يعود على أجلهم المتأخر لفظاً المتقدم رتبة.

وأيًّا كان الإعراب في (أنْ) المخففة من الثقيلة وما دخلت عليه في تأويل مصدر يكون في محل جر بالعطف على ملكوت المجرور بفي، ولأن عسى فعل جامد لا يؤخذ منها مصدر يقدر المصدر من الكون على معنى أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وكينونة عسى أن يكون قد اقترب أجلهم.

الآية الثانية التي وردت فيها صيغة (ألم ينظروا) قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} (ق:٦) .

همزة الاستفهام في هذه الصيغة الواردة في هذه الآية للإنكار والتوبيخ: