ينكر الله سبحاله وتعالى على الكافرين بالبعث ويوبخهم أن لم ينظروا بعيونهم نظراً يصحبه التدبر والتفكر إلى هذه السماء فوقهم عاليةً بعيدة في علاها، من غير أن تقوم على عمد، قد أحكم بناؤها فلا فطور ولا فروج ولا اضطراب، وهى مع ذلك جميلة رائعة الجمال، تزينها أشعة شمس الصباح فتملأ الأعين وتأخذ بمجامع القلوب، وتزينها أشعة شمس الغروب فتذهب النفس معها كل مذهب، ويطير الخيال وراءها كل مطار.
وللسماء بين هذه وتلك وجه مشرق وضيء يملأ الكون صفاء وبهاء.
وفي الليل- وما أجمل ليل السماء، وما أجمل سماء الليل- يزينها لألاء النجوم، وبسمات الكواكب، وأشعة القمر، فلا تمل منها عين ولا يروى بصر، يود الناظر إليها أن يطير وراء كل نجم، وأن يسبح معها في كل فلك.
لقد كان بناء هذه السماء وتزيينها بالشمس والقمر والكواكب من أعظم الدلائل على أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، فما لهؤلاء الكافرين بالبعث لا يفكرون ولا يعقلون، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
أما إعراب هذه الآية:{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ ُفرُوجٍ} فسهل واضح في الكلمات الأولى (أفلم ينظروا إلى السماء) .