وأما إعراب ما جاء بعد ذلك فـ (فوقهم)(فوق) ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره، وهو متعلق بمحذوف حال من السماء، فوق مضاف وهم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بالإضافة. و (كيف بنيناها)(كيف) اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من (ها) في بنيناها و (بنيناها) مكونة من فعل ماض (بنى) مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك لا محل له من الإعراب. و (نا) ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل. و (ها) ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وجملة (كيف بنيناها) في محل جر بدل من السماء وهو بدل اشتمال، والمعنى أفلم ينظروا إلى السماء كيفية بنائنا لها.
(وما لها من فروج) الواو للحال، و (لها) جار ومجرور يتعلقان بمحذوف خبر مقدم و (من) حرف جر زائد، و (فروج) مجرور بمن وعلامة جره كسرة ظاهرة على آخره. وفروج المجرور بمن مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الكسرة التي أتي بها لمناسبة حرف الجر الزائد، وجملة (مالها من فروج) في محل نصب على الحال من (ها) في (زيناها) .
أختي العزيزة هل:
قبل أن أختم هذه الرسالة أحب أن أنبهك على أشياء:
أحدها: قد تقدم في إعراب قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} أن (من) حرف جر زائد، وأحب أن أنبهك هنا على أن هذه الزيادة لا تعني أن هذا الحرف الزائد حشو في الكلام، دخوله فيه كخروجه منه، ولكنها اصطلاح نحوي يعني ثلاثة أشياء:
أحدها: أن المعنى الأساسي للجملة يتم بدون هذا الحرف الزائد.
الثاني: أن هذا الجار الزائد لا يحتاج إلى متعلق.
الثالث: أن مجرور هذا الحرف الزائد له حركة إعرابية غير هذه الكسرة التي جاءت لمناسبة حرف الجر الزائد.