فأسقيته أجْفاني بسح وقاطرِ
وغرس من الأحباب غيبت في الثَّرى
لقلبي يجنيها بأيد الخواطر
فأثمر همًّا لا يبيد وحسرة
وقال ابن نباتة السعدي:
إذا ما كان فيها ذا احتيال
وتثمر حاجة الآمال نحجا
وقال محمد بن شرف وهو من أئمة اللغة:
فروعها قطر الندى نثرا
كأنما الأغصان لما علا
زبرجد قد أثمر الدرا
ولاحت الشمس عليها ضحى
وقول ابن الرومي: سيثمر لي ما أثمر الطلع حائط.. إلى غير ذلك مما لا يحصى وهكذا استعمله الشيخ في دلائله والسكاكي في مفتاحه، ولما يره كذلك شراحه.
قال الشارح استعمل الاثمار متعديا بنفسه في مواضع من هذا الكتاب فلعله ضمنه معنى الإفادة أو جعله متعديا بنفسه ولو قيل إن تعديه إلى مفعوله كثر حتى صار كاللازم له لما دل عليه، ولذا يذكر أن لم يكن كذلك لم يبعد ألاَ تراك إذا قلت: أثمرت النخلة علم أنها أثمرت بلحا ونحوه.....
أخضر:
استعمل مدحا بمعنى مخضب رحب الجنان وكان يقال للفضل بن العباس رضي الله عنه الأخضر قال: ـ
أخضر الجلدة في بيت العرب
وأنا الأخضر من يعرفني
وذما بمعنى لئيم لا يأكل إلا البقول:
فويل لتيم من سرابيلها الخضر
كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها
حصيت وأحصيت:
يقال حصيت إذا عددته وأحصيته إذا ميزته بعضه من بعض قال الشاعر:
ونحصى الحصاة بل يزيد على العد
ويربى على عد الرمال عديدنا
والحصاة العقل أيضا قال الشاعر وهو طرفة بن العبد:
حصاة على عوراته لدليل
وإن لسان المرء ما لم تكن له
ويقال أحصيت الشيء إذا أطقته واتسعت له وقال الله عز اسمه:
{عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} أراد والله أعلم لن تطيقوه- وقال الشاعر:
ولا تطيق علاهم أيةً وقعوا
فاقعد فإنك لا تحصي بنى جشم
يريد لا تطيق بني جشم.