ولكن بالانتقالة التالية، ثم ما بعدها، نشدّد الحصار أكثر فأكثر على الطالب، حين نضعه في المحاضرات المتوالية أمام هذه الأسئلة المتطورة عمقا والمطردة دقة وتركيزا.
- ما الفرق بين الباحث والمحقق؟
- ما الفرق بين الباحث الأدبي والباحث التاريخي؟
- ما الفرق بين الباحث الأدبي والباحث اللغوي؟
- ما الفرق بين الناقد الأدبي والمؤرخ الأدبي؟
- ما الفرق بين دارس الشعر ودارس النثر؟
ومع اشتداد الحصار عليه تزاد العمليات الذهنية لديه قوة وعمقا، وتزداد أجوبته دقة وإحكاما، ويصل مع أستاذه إلى السؤال الذروة وقد أصبح ملمًّا بمعظم عناصر المنهج ومقومات البحث من ناحية، وممتلكا لمقدرة أكبر على التفكير و "المنهجية"وإصدار الأحكام العميقة الجادة، من ناحية أخرى.
إنها أسئلة اخترتها تبعا لاتجاهات طلابي الدراسية وطبيعة اهتماماتهم وحاجاتهم ضمن هذه الاتجاهات، ولكل مدرس أن يختار الأسئلة التي يعتقد أن الإجابات ستقدم لطلابه أهم ما يحتاجونه من مادة منهج البحث. وعلى هذا فالأبواب مفتوحة أمام المدرس في وضع مثل هذه الأسئلة المزدوجة، واتجاهاتها كثيرة، وألوانها مختلفة، تبعا لاختلاف المادة، أو نوعية اختصاص الطلبة، كما في هذه النماذج المتباعدة من الأسئلة مثلا:
- الفرق بين الباحث الديني والباحث العلماني.
- الفرق بين الباحث الإسلامي والباحث الماركسي.
- الفرق بين المؤرخ اللغوي والباحث اللغوي.
- الفرق بين المحقق في الغرب والمحقق في الشرق العربي.
- الفرق بعين الباحث الشرقي والباحث الغربي.
- الفرق بين تحقيق كتاب في العربية وآخر في اللاتينية.
- الفرق بين محقق الكتاب القديم ومحقق الكتاب الحديث.
- الفرق بين طباعة الكتاب في الشرق العربي وطباعته في الغرب.
- الفرق بين عمل الباحث وعمل المترجم.
- الفرق بين منهج المقالة الصحفية ومنهج الخبر الصحفي.