وأما عن العصر الذي عاشه أحمد محرم فقد سادت فيه نزعة إسلامية ظهرت بوضوح في كتاب العصر وقادته ومفكريه وانعكست أثارها على الشعر ولم يكن هناك بعين الشعراء المعاصرين وقتذاك- على اختلافهم وتباين نزعاتهم- من يخلو شعره من تلك النزعة، من مدح للخليفة التركي، والإشادة بفضله على المسلمين، وحرصه على إعلاء كلمة الدين، وهم يرون أن الخليفة هو الجامع لشمل المسلمين، وأنه حين يحارب فإنما يحارب دفاعا عن الإسلام وتمسكاً بإعلاء كلمته بين الدول التي تتربص به، وهم- يدعون إلى اتحاد كلمة المسلمين في ظل راية الخلافة، محذرين من الإصغاء إلى دعوة التفرقة التي لا تصيب الأمم الإسلامية جميعاً إلا بالشر [٢] .