وهناك أمر آخر في هذه السرية حرص الشاعر على أن يلفت الأنظار إليه وهو أن إرسال أسامة بن زيد على رأس هذه السرية إن دل على شيء فإنما يدل على إمكانية الاعتماد على الشباب المؤمن الغيور على دينه في عظائم الأمور.. فقد كلف أسامة لقيادة الجيش ولم تتجاوز سنه العشرين وقيل إن سنه كانت سبعة عشر عاماً.. الأمر الذي جعل بعض كبار القوم يستنكفون من الانقياد تحت إمارته ويقولون: غلام!! فلما بلغت النبي صلى الله عليه وسلم مقالتهم غضب ثم صعد المنبر وقال: "أما بعد أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟ ولئن طعنتم في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقاً بالإمارة، وإن ابنه من بعده لخليق بالإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي، وإنه لمظنة كل خير، فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم ".
ثم تكون وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وينفذ أبو بكر رضي الله عنه إرسال سرية أسامة. ويصدق ظن الرسول بهذا القائد الشاب الذي نصره الله وأيده في جهاده ضد أعداء الإسلام والمسلمين..
وكانت هذه الحادثة هي ختام ديوان (مجد الإسلام) للشاعر أحمد محرم، وفيها يقول:[١٣]