وهل يبحث عاقل عن سر هزائم العرب بعد هذا التفاوت الهائل في الروح المحرك لكلا الفريقين؟ فلنقرأ عن أرض الميعاد لا كما يتحدث كتاب الصهيونية، بل كما يتحدث العهد القديم نفسه لنقرأ هذا النص الطويل:
"لذلك فقل لبيت إسرائيل هكذا قال السيد الرب ليس لأجلكم أنا صانع يا بيت إسرائيل بل لأجل اسمي القدوس الذي بخستموه في الأمم حيث جئتم، فأقدس اسمي العظيم المبخس في الأمم، والذي بخستموه في وسطهم، فتعلم المم أني أنا الرب يقول السيد الرب: حين أتقدس فيكم قدام أعينهم وآخذكم من بين الأمم وأجمعكم في جميع الأراضي وآتي بكم إلى أرضكم وأرش عليكم ماء طاهراً فتطهرون من كل نجاساتكم ومن كل أصنامكم أطهركم وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحا جديدة في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها وتسكنون الأرض التي أعطيت آباءكم إياها وتكونوا لي شعباً وأنا أكون لكم إلهاً.. وأخلصكم من كل نجاستكم.
وأدعو الحنطة وأكثرها ولا أضع عليكم جوعاً وأكثر ثمر الشجرة وغلة الحقل لكيلا تناولوا بعد عار الجوع بين الأمم فتذكرون طرقكم الرديئة وأعمالكم غير الصالحة وتمقتون أنفسكم أمام وجوهكم من أجل آثامكم وعلى رجساتكم لا من أجلكم أنا صانع - يقول السيد الرب - في يوم تطهيري إياكم من كل آثامكم أسكنكم في المدن فتبنى الخرب وتفلح الأرض الخربة عوضاً عن كونها خربة أمام عيني كل عابر، فيقولون هذه الأرض صارت كجنة عدن والمدن الخربة والمقفرة والمهدمة محصنة معمورة فتعلم الأمم الذين تركوا حولكم أني أنا الرب بنيت المنهدمة وغرست المقفرة أنا الرب وتكلمت وسأفعل هكذا قال السيد الرب.
بعد هذه أطلب من بيت إسرائيل لأفعل لهم أكثرهم كغنم أناس كغنم مقدس كغنم أورشليم في مواسمها، فتكون المدن الخربة ملآنة غنم أناس فيعلمون أني أنا الرب" (٢٢-٣٨) الإصحاح السادس والثلاثون حزقيال.