للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يكن هذا البحث وذلك الموقف مقتصرا على كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية وحدها، بل شاركتها فيها كليات أخرى في جامعات مختلفة، ودارسون متفرقون في أنحاء العالم الإسلامي. ذلك أن وحدة الفكر الإسلامي، وتشابه الظروف التي يمر بها المسلمون في كل مكان، وتماثل الآلام والآمال بينهم.. كل ذلك أوجد مشاعر متشابهة ومشاريع متقاربة عند المسلمين في مناطق مختلفة، فإذا موقف الجامعة الإسلامية هنا يتكرر في الجامعات الإسلامية في الهند والباكستان، وإذا المساعي التي تقوم بها كلية اللغة العربية في المدينة المنورة تشابهها مساع تقوم بها كليات اللغة العربية في الرياض والقصيم وأبها ومكة المكرمة ... الخ.. وإذا الرغبات الموجودة عند الدارسين هنا تماثلها رغبات موجودة عند الدارسين في الرياض وعليكرة ولكنهو.. الخ.. يظهرها بعضهم في مقالات وكتب تخطط للأدب الإسلامي، ويبقيها بعضهم الآخر في أحاديثه الخاصة ومحاضراته التي يلقيها على قلة من الطلاب.

وهكذا يبحث الجميع عن حلقة تبدأ الربط الحقيقي والفعال والعلني بين الأدب والعقيدة، في ظل قاعات الدرس وفي سطور البحث المنهجي وفي النماذج الأدبية الجميلة والمقنعة.

ويشاء الله أن يكون الداعية الأديب الشيخ أبو الحسن الندوي صاحب الريادة في هذا الميدان، والسابق إلى أول خطوة عملية. فقد دعا إلى ندوة عالمية للأدب الإسلامي يلتقي فيها المهتمون بهذا الأدب، ويبحثون مجتمعين عن الطريق الصحيحة لإنصافه وتخليصه من الإهمال والتقييم، والأخذ بيد الأديب المسلم الملتزم ومساعدته على الارتقاء بأدبه النظيف فناً وفكرةً وقد لاقت الدعوة استجابة طيبة، وخف عدد من الدارسين وأساتذة الجامعات إلى مجلس أبي الحسن، وكان اللقاء الميمون، أول لقاء يعلن بقوة ووضوح عن الأدب الإسلامي، ويحض الجامعات والباحثين على الاهتمام به وإبرازه للوقوف به في وجه الأدب الزائف والمنحرف.