وعلى الرغم من غياب ورقة العمل عن جلسات تلك الندوة، فقد كان في الأبحاث التي قدمت إليها ما يتصل بالقضايا الأساسية والملحة للأدب الإسلامي، وأهمها قضيتا: مفهوم الأدب الإسلامي وخصائصه. وخرجت توصيات الندوة لتكون البيان العالمي "المانفستو"الأول لهذا الأدب، والإعلان الدولي عن مفهومه وخصائصه، ولتكون نداءً صادقا إلى الجامعات لإدخال "الأدب الإسلامي" في مناهج الدراسة، وتوجيه الدارسين لبحث قضاياه والكتابة فيها، وتكوين هيئات ومراكز علمية لجمع هذا الأدب وتشجيع مبدعيه وتعهدهم بالتقويم والتوجيه.
وقد تلقت الجامعة الإسلامية توصيات الندوة، ودرستها بعناية كبيرة، ووجدت في سطورها ما يتوافق مع رغبة كلية اللغة العربية في تقوية الروابط بين الأدب والعقيدة الإسلامية، وقررت أن تضيف إلى المواد الدراسية في هذه الكلية مادة اسمها:"منهج الأدب الإسلامي"تعرض فيها نماذج من الأدب الذي يتأطر بالعقيدة الإسلامية وتعمل على جمعه ودراسته، وترسم الطريق إلى بناء نظرية نقدية خاصة به، فنبدأ خطوة عملية في طريق طويل، غايته تأصيل الأدب الإسلامي وإظهار نظريته النقدية.
وقد بدأ تدريس هذه المادة مطلع العام الدراسي ١٤٠١- ١٤٠٢ هـ بمنهج لوحظت فيه تجربة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وما توصلت إليه في هذا الصدد، مع إضافات مهمة أملتها التجربة السابقة والأبحاث الجديدة التي قدمها دارسون من داخل الكلية ومن خارجها.