في الساعة السابعة والنصف ذهبنا إلى مسجد (سوندا قلابة) لصلاة العشاء والتراويح وعندما اقتربنا من المسجد رأينا الشوارع المؤدية إليه غاصة بالمشاة إليه قد أوقفوا السير لكثرتهم وأغلبهم من الشباب طلبة الجامعات والمدارس من سن العشرين فأقل إلى سن السابعة بل وأقل أيضا وبأيديهم السجادات وهم من الجنسين ذكور وإناث وعندما دخلنا إلى الساحة المحيطة بالمسجد- وهى واسعة مزروعة بالعشب وعلى يسار المسجد ساحة واسعة مخصوصة بالنساء ويحيط بها حجاب من القماش والمسجد يتكون من طابقين- وقد امتلأ المسجد بطابقيه وازدحمت الساحة وأخذنا نبحث عن مكان في الساحة الخارجية فلما رآنا بعض الشباب بلباسنا العربي تعاونوا فيما بينهم وتفسحوا حتى أفرغوا لنا مكانا يتسع لنا الأربعة وأعطونا سجاداتهم بإلحاح شديد منهم على قبولها، وبعد أن صلينا ركعتين أقيمت الصلاة وصلى الإمام صلاة تميل إلى التخفيف المجزئ وقراءته جيدة، وبعد صلاة الفريضة ألقى موعظة بلغته استغرقت نصف ساعة تقريبا ثم صلى التراويح والوتر بثلاث تسليمات: أربع ركعات وسلم ثم أربعا وسلم وكان يقرأ في كل ركعة مع فاتحة الكتاب بآيتين من سورة يوسف، ثم الوتر ثلاثا بتسليمة واحدة، ثم أخذ يدعو والناس يؤمنون تأمينا ترتج معه الحارة التي بها المسجد.