كنا سمعنا قبل زيارة هذا المسجد أن هناك عناية خاصة بالشباب وأن جمعية قد أنشئت لربط النشء بالمسجد وعندما حضرنا هذا المسجد رأينا أثر ذلك التحريك واضحا فقد تحرك الشباب واستجاب لنداء الله وغصت به المساجد ولكن تلك العواطف الملتهبة والفطرة المستجيبة ينقصها التفقه في دين الله "ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" والذي دلنا على نقص الفقه في الدين.. ومما يدل على الجهل بالدين أن الفتاة تأتي إلى المسجد وهي لابسة اللباس الإفرنجي لا فرق بين لباسها ولباس الفتاة غير المسلمة. ولكن هذه الفتاة التي تأتى لأداء الصلاة تكون حاملة كيساً فيه فوطة (إزار) وخمار وسجادة، فإذا دخلت المسجد وأخذت مكانها للصلاة لبست الفوطة أسفل جسمها. وألقت خمارها على رأسها وبسطت سجادتها وصلت. فإذا انتهت من الصلاة خلعت الفوطة والخمار وطوتهما مع السجادة ووضعتهما في الكيس وخرجت في الشارع بلباسها غير الإسلامي وهكذا تكون في المنزل والمدرسة.
وهكذا تجد الفتى لابساً سراويل قصيرة وفوطته بيده فإذا أراد الصلاة لبس الفوطة وإذا فرغ منها خلعها ومشى مكشوف الفخذين.
لقد عرفت الفتاة- وعرف الفتى كذلك- إن ستر العورة في الصلاة واجب فعلا، هذا الواجب عرفاه وجهلا - في أغلب الظن- وجوب ستر العورة - أو جهلا العورة- خارج الصلاة فلم يستراها.
وهكذا تجد كثيراً من المسلمين عندهم عواطف إسلامية طيبة ولكنهم يجهلون كثيراً من أمور دينهم فيرتكبون المحرمات ويتركون الواجبات ولو فقهوا دينهم لكان لهم شأن غير هذا.