وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في "البداية والنهاية": وقد روي عنه أنه قال: "إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} في اللوح المحفوظ فما تعد منه على ابن آدم حجة".
قلت: نقله الإمام الذهبي في الميزان بغير هذا اللفظ وقال: "لم يكن لله على العباد حجة"وقال الخطيب في تاريخه وساق إسناده الصحيح بقوله: أخبرنا محمد بن أحمد بن حسنون النرسي. أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا معاذ بن معاذ قال: سمعت عمرو بن عبيد يقول: "إن كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة"[٦] .
قلت: هكذا رواه ابن حبان في المجروحين وإسناد الخطيب رجاله كلهم ثقات، وقد أثبت الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في ترجمة هذا الضال بأسانيده الكثيرة غيَّه وكفره وإنكاره لعدة آيات (من) الكتاب الحكيم وكذا السنة النبوية الصحيحة ومنها إنكاره حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما والخطيب في تاريخه وهذا نصه:
قال الخطيب بإسناده هكذا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا عامر عبد الوهاب محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال يقول: سمعت أبى يقول: سمعت عيرو. بن عبيد يقول وذكر حديث الصادق المصدوق فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أجبته. ولو سمعت عبد الله بن مسعود يقول هذا ما قبلته ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته ولو سمعت الله تعالى يقول هذا لقلت له ليس على هذا أخذت ميثاقنا".