وقال المعلق أخونا وصاحبنا العلامة الدكتور محمد عجاج الخطيب رعاه الله تعالى وحفظه عن كل سوء وجزاه الله تعالى عن هذه الخدمة الجليلة التي قدمها للسنة النبوية خير الجزاء وبارك فيه. قال معلقا على كلمة الحشوية في التعليق ما نصه: فما رأيك بمن يسمي أهل الحديث- وحالهم كما عرفت وأئمتهم كما وصفت- الحشوية لأن بعض أتباع الفرق كان ينعت أصحاب الحديث بأنهم يحملون المتناقض من الأخبار وبأنهم حشوية وحملة أسفار. وقد ناصب هؤلاء العداء لأهل الحديث. لأن كثيراً من المحدثين تصدوا لآراء هذه الفرق وأبطلوها على ضوء السنة الطاهرة. فما كان من أعدائهم إلا توجيه التهم المغرضة إلى أهل الحديث دفاعاً عن ميولهم وأهوائهم وآرائهم المنحرفة اهـ.
قلت: جزاك الله خيراً يا أخانا العجاج على هذه الكلمة الحقة الأمينة المخلصة التي ستكون لك إن شاء الله تعالى في الباقيات الصالحات من أعمالك.
وقال الشيخ محمد بن إسحاق بن النديم المتوفى سنة ٣٤٦ هـ في الفهرست وهو شيعي معتزلي كما قال عنه العلامة ياقوت في معجم الأدباء، قال هذا المعتزلي في كتابه الفهرست في ترجمة ابن كلاب:"من بابية الحشوية وهو عبد الله بن محمد بن كلاب القطان"اهـ. وسوف تأتي ترجمته فيما بعد إن شاء الله.
والشاهد في هذه العبارة في قوله "من بابية الحشوية"والبابية نسبة إلى عمرو بن عبيد بن باب الذي سبقت ترجمته. فإذا تسمية بعض المعطلة من نفاة الصفات أهل السنة بالحشوية من باب تعكيس القضية وقلب الحقائق وتحريف الأخبار وهذا من أعمالهم الشنيعة.
وقد أثبت ابن النديم في ترجمة أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله النجار بأنه من بابية الحشوية من متكلمي المجبرة القدرية.