للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما المؤمنون بالله فقد وصفهم الله بأنهم أشد حباً لله {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ} أي المؤمنون بالله أشد حباً له من حب المشركين لآلهتهم (١) . لذلك فهم يقدمون أنفسهم رخيصة في سبيله فقد باعوها له {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ...} (التوبة: الآية ١١١) .

ب - محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم الدين، ولا يؤمن أحد حتى يكون الرسول أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين.

ومن علامات حب المؤمن للرسول الله صلى الله عليه وسلم نصر دينه بالقول والفعل والذب عن سنته, والتخلق بأخلاقه، وتقديم ما شرعه وأمر به على هوى النفس وشهواتها، وكذلك كثرة ذكره بالصلاة عليه فمن صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا.

ثم أن محبة الرسول الله صلى الله عليه وسلم تستلزم طاعته واتباعه وبذلك يستحق العبد حب الله له.

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران: الآية ٣١) .

فمن ادعى محبة الله وخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتاب الله يكذبه.

والمطلوب من العبد ديناً أن يحبه الله ولا يحب الله عبده إلا إذا اتبع نبيه ظاهراً وباطناً، وصدقه خبراً، وأطاعه أمراً، وآثره طوعاً واختبارا.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...} (النساء: الآية ٥٩) .

{...وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ...} (الحشر: الآية ٧) .

وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده ".