للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاتخاذ الأخبار والرهبان أرباباً هو في التشريع إذ الأحبار والرهبان مخلوقون لله كغيرهم من البشر، إلا أنهم شاركوا الله في تشريعهم لخلقه بالتحليل والتحريم الذي هو من خصائص الخالق سبحانه وتعالى، يفسر هذا الحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه الذي رواه الإمام احمد والترمذي وغيرهما حين جاء والرسول صلي الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية. قال: قلت إ نهم لم يعبدوهم. فقال: " بلى إنهم حرموا عليهم الحلال واحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم ".

وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله تن عباس وغيرهما في تفسير {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} . إنهم اتبعوا فيما حللوا وحرموا. وقال السدي: " استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ولهذا قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً} أي الذي اذا حرم الشيء فهو الحرام وما حلله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ (لا إله إلا الله إله الا هو سبحانه عما يشركون " (١) .

يقول سيد قطب في ظلال القرآن ج٤/٢٠٣ بعد أن نقل كلام ابن كثير وغيره في تفسير الآية: " ومن النص القرآني الواضح الدلالة، ومن تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو فصل الخطاب. ثم من مفهومات المفسرين الأوائل والمتأخرين، تخلص لنا حقائق في العقيدة والدين ذات أهمية بالغة نشير إليها هنا بغاية الاختصار.