{وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ} الواو عاطفة، و (لا) نافية، (يكونوا) فعل مضارع معطوف على الفعل المضارع (تخشع) المنصوب بأن والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه حذف النون، والواو ضمير جمع اسم يكون مبني على السكون في محل رفع، (كالذين) الكاف يجوز على رأي بعض النحاة أن تكون اسما بمعنى مثل، فهي مبنية على الفتح في محل نصب خبر يكون، والكاف مضاف والذين اسم موصول مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر، وأما على رأي جمهور النحاة فالكاف على أصلها حرف جر والذين اسم موصول مجرور بالكاف مبني على الفتح في حل جر، والجار والمجرور في محل نصب خبر يكون، (أوتوا الكتاب) أوتوا أصلها أوتيوا (بياء مضمومة قبل واو الجماعة) ، ثم استثقلت الضمة على الياء فحذف الضمة للثقل فسكنت الياء فالتقى ساكنان: الياء وواو الجماعة، فحذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين، ثم ضمت التاء المسكورة لمناسبة واو الجماعة فصارت الكلمة أوتُوا، فهي فعل ماض مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين لا محل له من الإعراب، والواو ضمير الجماعة مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل، ونائب الفاعل هذا كان في الأصل هو المفعول الأول فلما بني الفعل الماضي للمجهول صار نائبا عن الفاعل، و (الكتاب) مفعول به ثان منصوب، (من قبل) من حرف جر، وقبل ظرف زمان مبني على الضم في محل جر، والجار والمجرور يتعلقان بالفعل (أوتوا) ، ويكون تقدير الكلام مع تأويل المصادر: ألم يأن للذين آمنوا خشوع قلوبهم لذكر الله ولما نزل من الحق عدمُ كونهم كالذين أوتوا الكتاب من قبل.
الاستفهام الخامس عشر:(ألم نهلك الأولين) في قوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} الآيات: (١٦-١٩) من سورة المرسلات.