للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد بن مالك الحمادي رحمه الله تعالى: وكان هذا جعفر بن إبراهيم ظلوماً غشوماً سفاكاً للدماء وأنه قال في شعر له طويل قدر مائتي بيت في حرب كانت بينه وبين جعفر الحوالي في شيء من شعره:

إذا ما تجعظروا بطشنا بقدرة

ونفعل ما شئنا وما نتجعظر

فما قبلنا ولا بعد بعدنا

لمفتخر فخراً إذا عد مفخر

سوى الطيبين الطاهرين الذين هم

من الرجس والعاهات والسوء طهر

سلالة إسماعيل ذي الوعد والوفا

ودعوة إبراهيم والبيت يعمر

محمد الهادي النبي وصنوه

على وسبطاه شبيرو [٣] شير

ونسلهم الهادين بالحق والتقى

بطاعتهم رب السماوات يأمر

ومولاتي الزهراء التي عدل مريم

وصهر الرسول مولاي حيدر

رويدك عني بالملامة أنني

بها وبهم أزهو وأعلوا وأفخر

الأكل مجد ما خلا مجد أحمد

وعترته من دون مجدي يقصر

وكل امرء والى سوى آل أحمد

فذاك الذي الدنيا مع الدين يخسر

بهم زادني الرحمن عزا ومفخراً

فأحمده حمداً كثيراً وأشكر

أنا ابن أبى إسحاق منصور حمير

وفارسها والشعشعان المظفر

فلولاي لم يخلق سرير ممهد

ولولاي لم ينصب على الأرض منبر

أنا قمر الدنيا وعمي سراجها

وجدي الذي كانت الأرض تعمر

هم أنزلوني منزل العز حيث لا

يراني إلا دوني الطرف يحسر

أصول ولا يعدي علي واعتدي

وأخمد نيران الحروب وأسعر

وطعمي للأعداء مر وعلقم

وطعمي لأهل السلم شرب معنبر

ألم تر أن البغي مهلك أهله

وأن الذي يبغى عليه سينصر

رجع الحديث إلى علي بن فضل القرمطي لعنه الله أنه لما قتل جعفراً أظهر كفره وادعى النبوة وأحل البنات والأخوات وفي ذلك يقول الشاعر على منبر الجامع في الجند:

خذي الدف يا هذه والعبي [٤]

وغني هزاريك ثم أطربي

تولي نبي بني هاشم

وهذا نبي بني يعرب

لكل نبي مضى شرعه