وكل هذا يدخل تحت الكذب على الله تعالى، ومن أكبر أنواع الظلم حتى إنه لا يوجد أظلم ممن يفتري الكذب على الله، قال تعالى في غير آية:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} ؟ والاستفهام هنا للإنكار والنفي معا، أي ينكر تعالى نافيا أن يكون هناك بين الناس من هو أشد ظلما ممن يكذب على الله عزّ وجلّ.
هداية الآية:
إن لكل آية من كتاب الله تعالى وإن قصرت هداية خاصة بها تحملها لأهل الإيمان والتقوى، وهداية هذه الآية المباركة الكريمة تتلخص فيما يلي:
١- التحريم والتحليل ووضع الشرائع التي يكمل بها الإنسان ويسعد عليها من حق الله تعالى، وليس من حق أي أحد، والرسول وإن حرم أو حلل فإنما يحرم ويحلل بإذن ربه تعالى.
٢- بيان أصول المفاسد وأمهات الذنوب: هي الكذب على الله تعالى، والشرك به عزّ وجلّ، والبغي بغير الحق، والإثم وعلى رأسه الخمر وسائر المخدرات، والفواحش وعلى رأسها فاحشتي الزنا واللواط.
والدعوة إلى ترك هذه المفاسد ومقاومتها، وتطهير المجتمع الإسلامي والإنساني منها إذ لا فلاح معها ولا فوز في الدنيا ولا في الآخرة والعياذ بالله تعالى.
٣- الدعوة إلى أن تحل محل هذه المفاسد أصول الإصلاح المضادة لها، وهي التوحيد بعبادة الله تعالى وحده بحيث لا يبقى أي مظهر من مظاهر الشرك بين الناس فتتحد القلوب وتتحد الأعمال والغايات والأهداف، وتسير البشرية إلى كمالها التي خلقت مستعدة له، وإلى سعادتها التي ما برحت تنشدها طوال الحياة.
كما هي الاستقامة على طاعة الله ورسوله فعلا وتركا، أداء للواجبات والسنن واجتنابا للمحرمات والمكروهات، إلى جانب إقامة الحدود، ورفع علم الجهاد رفرافا عاليا، وغازية تخرج وأخرى تعود إلى أن يعبد الله وحده دون من سواه، ويتم تحرر الناس كل الناس من جور السلطان وعسف الطغيان وعبادة الشيطان، وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله!!.