لما ادعى المشركون تحريم بعض ما أحل الله عزّ وجلّ لعباده من الزينة، والطيبات من الرزق أنكر الله تعالى ذلك عليهم، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا لهم مبينا ما حرم الله تعالى على عباده من المعتقدات والأفعال والأقوال لضررها وفسادها، وهي سائر الفواحش: وهي كل ما قبح واشتد قبحه من اعتقاد الباطل وقوله وفعله كالكفر والكذب والزنا، وكل قبيح فاحش القبح، وسواء في ذلك ما أعلنه فاعله أو ستره وأخفاه، والإثم: وهو كل ما كان فاسدا ضارا من اعتقاد أو قول أو عمل فيندرج تحته كل ما حرم الله تعالى من المعتقدات الباطلة والأقوال السيئة والأعمال الفاسدة، والبغي: هو الاعتداء على الناس في أجسامهم أو أعراضهم أو أموالهم، بغير حق يسوغ ذلك الاعتداء ويجوزه.
والشرك بالله تعالى: وهو اعتقاد وجود من يكون مثل الله تعالى، أو يشبهه في ذاته أو صفاته أو أفعاله، كما هو - أي الشرك بالله تعالى - عبادة غير الله تعالى معه بأن يدعو من يعتقد أنه يجلب له نفعا أو يدفع عنه شرا، أو يستغيث به عند الشدة، أو يستعيذ به عند الخوف، أو يتقرب إليه بذبح أو نذر أو ركوع أو سجود، أو يعظمه بحلف أو بطاعة في غير طاعة الله تعالى بأن يحل له الحرام فيحله، أو يحرم عليه الحلال فيحرمه إلى غير ذلك من صرف العبادات له.
والقول على الله تعالى بدون علم بأن ينسب إلى الله تعالى ما نفاه عن نفسه من الزوجة والولد والشريك، أو ينسب إلى الله تعالى قولا لم يقله، أو عمل لم يعمله أو يصفه بصفة لم يكن تعالى متصفا بها، ومن ذلك أن ينسب إليه شرعا لم يشرعه، أو تحريم شيء لم يحرمه، أو تحليل شيء لم يحلله.