للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيها الإخوة نعيش اليوم في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعود بنا الذكريات إلى تلك الأيام الأولى حينما احتضنت هذه المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقامت بعد ذلك بنشر دعوته.

في هذه الرحلة الذهنية نتذكر المجتمع الأول للمدينة فنتذكر الصُّفة وأهل الصفة الذين يمكن أن يكونوا أول مجتمع طلابي أو سكن جماعي في تاريخ التربية الإسلامية، من ذلك المكان انطلقت الدعوة الأولى، من ذلك المكان حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أكتاف أولئك الرجال قامت دعوة الإسلام فانتشرت في أرجاء المعمورة أناس التقوا من كل حدب وصوب لينهلوا من المعرفة القرآنية، ومن تربية الرسول صلى الله عليه وسلم أخذوا ما يسّر الله لهم فانطلقوا بذلك إلى أرجاء الأرض فمكن الله لهم، ونحن نعيش الآن على تلك الذكريات.

وفي هذا اللقاء نجتمع في الجامعة الإسلامية؛ هذه اليد البيضاء التي أسدتها المملكة العربية السعودية للعالم الإسلامي، فالتقى بها المسلمون من كل جانب لينهلوا من المعرفة، حيث العقيدة الصافية، والسلوك الإسلامي المستقيم، ليعودوا إلى قومهم - إن شاء الله - مبشرين بالخير، ومنذرين من الشر، ولا تختلف الجامعة الإسلامية عن غيرها من جامعات المملكة في التعامل مع الطلاب إلا أنها تعطي عناية أكثر نتيجة للخلفيات المتباينة التي يأتي منها هؤلاء الطلاب.

ونرجو أن يكون في هذه اللقاء ما يعيننا في هذه الجامعة على أن نسير بها السيرة المثلى، وأن تحقق - من خلالها - حكومتنا - وعلى رأسها جلالة الملك وفقه الله ورجال الدولة المخلصون - ما يصبون إليه من رفعة الإسلام وإعزاز المسلمين.