فإنها فرصة سعيدة تتاح لنا في الجامعة الإسلامية إذ نلتقي بالإخوة المربين القائمين على شؤون الطلاب في جامعاتنا السعودية، فأخلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا، وحياكم الله في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم معهد النور ومأرز الإيمان، وأشكر الله سبحانه الذي يسر هذا الاجتماع الذي أرجو أن يجعل من ثماره كل خير ونفع لجامعاتنا وأبنائها الطلاب.
أيها الإخوة الأفاضل: لا يخفى عليكم أن البشرية اليوم تعاني من أزمات هذا العصر، والتي تزداد تعقيدا وإرهاقا يوما بعد يوم؛ لأن الكر الذي يشكل الإنسان المعاصر يقوم على حضارات تحمل في أسها عناصر التحطيم والفناء، والمنهج التربوي العالمي بمعطياته الجاهلية يعيش بإنسان هذا العصر في حلقة مفرغة، يذهب حياته وجهده في الضياع، ويدمر في كيانه أمنه الذاتي مما يجعل المسؤولية الملقاة على كواهل المربين وأهل الفكر في جامعاتنا مسؤولية جسيمة، إنها مسؤولية إعادة المركب الذي تقاذفته الرياح والأمواج إلى شاطئ الأمن والسلام.
أيها الإخوة: إن عملية الإشراف على الطلاب تتطلب أمرين لا يجوز التفريط في أحدهما:
الأمر الأول: العمل على توفير كل ما يريح الطالب، ويهيئ له الجو المناسب لتحصيله العلمي من سكن وغذاء ورعاية ونشاط، وأعتقد أن جامعاتنا خطت فيه خطوات إيجابية، والتفكير في تطويره واستمراره مستمر ومتواصل.
الأمر الثاني: وهو ما ينبغي أن يكون محل العناية الفائقة من الجامعات بصفة عامة، ومن عمادات شؤون الطلاب بصفة خاصة - وهو كذلك إن شاء الله - وهو الجانب التربوي والثقافي المتصل بالنواحي الروحية والعلمية، ووضع الخطط الناجحة والبرامج المعطاءة في سبيل إعداد الطالب إعداداً يجعله صاحب رسالة ورجل دعوة متبصرا بالنور الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وتجعله في الوقت نفسه متطهر الفكر والضمير من كل ما يدنسه.