إنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن أكون بينكم في هذا اللقاء الذي كواحد من سلسلة لقاءات ممتدة أثمرت بحمد الله وسوف تثمر - بإذن الله - مزيدا من الإنجازات في مسيرة جامعاتنا الفتية، تلك الإنجازات التي تأتي متناسقة ومتكاملة مع الجهد البارز اللامحدود لحكومة جلالة الملك المعظم في سبيل العناية بالإنسان الذي هو أغلى وأعز ثرواتنا، والذي نبدأ به جميع خططنا ونصل به إلى طموحاتنا وإليه تنتهي تلك الخطط والطموحات.
وخصوصية عناية عمادات شؤون الطلاب برعاية الطالب خلال دراسته الجامعية - عقائديا وتربويا واجتماعيا وثقافيا، في المسكن والفصل والمكتبة إنما يضع عليها عبئا ضخما ومسؤولية كبيرة لا أشك أنكم كعمداء لهذا القطاع الهام تستشعرونها على القيام بها بكل ما تملكون من طاقة، وما يتوفر لكم من إمكانيات.. وهي مسؤولية كبيرة لأنها تتعلق برعاية وتنمية تلك الثروة البشرية اللامحدودة والتي إذا ما أحسن إعدادها وتعليمها ورعايتها فإنها ستكون بإذن الله وقوته زادا لمسيرة الخير والنماء وقوة دفع لها على طريق الحق والرشاد.
أيها الإخوة الزملاء عمداء شؤون الطلاب:
إن مسئوليتكم كبيرة لأنها تتولى رعاية النشء، والعناية به في أدق مراحل عمره، تلك المرحلة الحرجة التي تتبلور فيها شخصيته ويتم فيها تكوينه العلمي والثقافي والاجتماعي ليخرج لمجتمعه إنسانا مسلما ملتزما متخصصا ومؤهلا ليواجه الحياة ومعتركها بإيمان وعلم وعزم وتصميم.
من هنا أيضا كان المحتم والضروري أن تتكامل في تلك المرحلة كل من الأنشطة الصفية والأنشطة اللاصفية وأن يمتزج التكوين العلمي مع التكوين الاجتماعي والثقافي والرياضي لبناء إنسان متزن وملتزم مدعم بقيم الحق والخير ومسلح بسلاح العلم النافع والإيمان الصافي، ومؤهل لقيادة تطور مجتمعه وتطوير أمته التي تتطلع إليه بأمل وشوق.