للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما أنه يلجأ إلى إثبات تواريخ تحرك الجيش والانتصارات التي يحرزها مثل قوله: "وجملة الأمر أن النزول عليها كان عشية الأحد السادس عشرة جمادى الآخرة.

ونصبت الآلات يوم الثلاثاء ثامن عشرة , ووقوع نقوب الباشورة الكبرى يوم الأربعاء تاسع عشرة. وتسلم المدينة ونصب الأعلام عليها يوم السبت التاسع والعشرين [٢٧] منها ".

وهذا يضيف إلى الرسالة أهمية تاريخية , ونلاحظ أنه تخلى عن السجع ليثبت هذه التواريخ.

وبعد هذا يقول: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [٢٨] . وهو يقتبس من القران الكريم ليضفي على رسالته قوة الإيمان وجمال الأسلوب.

الرسائل عن فتح القدس:

صدرت الرسائل عن فتح القدس , سواء قبل الفتح أو بعده، إذ أن المعركة التي خاضها المسلمون لفتح القدس , والتي تعرف بموقعة حطين المشهورة , تعد الموقعة الفاصلة , التي انتصر فيها السلطان صلاح الدين على الصليبيين.

وقد أرسل السلطان صلاح الدين إلى بعض إخوانه , وهو يجمع الجموع , ويحشد الحشود في سنة ٥٨٢ هـ = ١١٨٧ م , استعداد لهذه الموقعة , جاء فيها: "كتبت هذه المكاتبة من جسر الخشب ظاهر دمشق , وقد زود السلطان أعز الله أنصاره للغزاة إلى بلاد الكفر , في عسكر فيه عساكر , وفي جمع البادي فيه كأنه حاضر , وفي حشد يتجاوز أن يحمله الناظر , إلى أن يحمله الخاطر , وقد نهضت به همة لا يرجى غير الله لانهاضها , وحجبت به عزمة الله المسؤول في حسم عوارض اعتراضها , وباع الله نفسا يستمتع أهل افسلم بصفتها , ويذهب الله الشرك بهيبتها " [٢٩] .