للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكنا قبل أن نصل إلى هذا المعهد المذكور زرنا المسجد المسمى بمسجد الجهاد، وهو على الشارع العام، وبجانبه مركز تبشير على مساحات واسعة من الأرض أمام المسجد، وخلفه وعن يمينه وعن يساره، وقد كان هذا المسجد متهدما والمسيحيون يحاولون من الأهالي شراء أرضه ليلحقوها بمركزهم ويرتاحوا من رفع كلمة الله بجانبهم، ومركزهم يحيط من كل جانب، وكان المسلمون يصلون فيه مفترشين التراب (وليس في هذا منقصة؛ فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسجد في مسجده بجبهته الشريفة على الماء والطين، ولكن وجود مركز تبشيري بمباني براقة ومرافق ودعايات لجلب شباب المسلمين إلى ذلك المركز بجانب مسجد هذه صفاته ليس لائقا) .

وعندما زار المسجد فضيلة الشيخ عبد الله النوري من الكويت ورآه بهذه الهيئة بجانب هذا المركز التبشيري، وسمع أن النصارى يساومون على شراء أرضه بأغلى ثمن؛ تبرع - جزاه الله خيرا - ببنائه بناء ممتازا، وقد كان قريب التمام عندما زرناه، جزى الله النوري خيرا {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} .

وبعد الفراغ من المعهد المذكور رجعنا إلى الفندق لأخذ الراحة ...

{كُلُوا وَاشْرَبُوا} :

بقينا في الفندق إلى الساعة الخامسة، جاءنا بعدها الإخوة قائد السيارة، وسلامة ومحمد حافظ لنذهب إلى الأخ الأستاذ محمد صالح هارون الذي كنا على موعد معه لتناول طعام الإفطار والعشاء عنده، وهو عبارة عن الرز الأبيض الصافي الذي لم يختلط بغير الماء، والدجاج المقلي والسلطة والشاي والقهوة، ونحن قد ألفنا أن يكون أول ما نتناول للإفطار هو التمر أو الماء حسب السنة، فطلبنا الماء البارد فلم نجد، وعندما علم مضيفنا بأنا نطلب الماء جاء إلينا قائلا: الله تعالى يقول: {كُلُوا وَاشْرَبُوا} ، فبدأ بالأكل، قلت مختصرا النقاش: السنة أن يبدأ بالتمر أو الماء للإفطار، فذهب، وبعد أن انتصف السير في الأكل رزقنا الله بقليل من الماء؛ فشربنا وحمدنا الله.