والمؤرخون المهتمون بعهد الفاتح يعرفون أن كل حروب الفاتح - وهي كثيرة - لم تكن تحمل إلا مفهوم الجهاد الإسلامي، ولقد كان فتح القسطنطينية (استنبول) فتحا عظيما إلا أنه لم يكن هو الوحيد، بل كان للفاتح سلسلة من الفتوح، ولقد لقبته المصادر الإسلامية لقلب أبي الفتح؛ من كثرتها التي بلغت في عددها أن الأراضي التي فتحها كانت تابعة لسبعة عشر دولة.
حاصر السلطان محمد القسطنطينية بجيش مكون من ٠٠٠ر٢٠ فرد، كما توجه الأسطول العثماني حيث وقف أمام مدخل الخليج، أمر السلطان في ثاني أيام الحصار بإنزال الجيش العثماني إلى الخليج عن طريق البر على أرض منطقة غالاطة، بعد أن وضعت الأخشاب على الأرض ودهنت بالزيوت لسهولة تحريك السفن عليها، وكان البيزنطيون قد أغلقوا الخليج بسلسلة حديدية ضخمة؛ لذلك لم يكن الأسطوال الإسلامي بمستطيع دخول الخليج، وبالتالي لم يكن يستطيع محاصرة المدينة؛ لذلك كان قرار الفاتح بأن تنقل المراكب والسفن على البر، كان من أجل تفادي هذه السلسلة الحديدية، وبهذه الوسيلة تمكن العثمانيون من نقل السبعين سفينة في ليلة واحدة حتى أصبح الصباح إذا بالمحصورين وقد أيقنوا بانتصار العثمانيين عليهم.
وفي ١٥ من جمادى الأولى من عام ٨٥٧هالموافق ٢٤ مايو ١٤٥٣م، أرسل السلطان محمد الفاتح إلى الإمبراطور قسطنطين يخبره أنه لم سلم المدينة دون إراقة دماء يتعهد له السلطان بعدم المساس بحرية الأهالي وأملاكهم، وأن يعطيه جزيرة الموره، فلم يقبل قسطنطين ذلك، فأمر الفاتح بالهجوم.
فتح العثمانيون القسطنطينية وأسموها إسلام بول، وتعنى مدينة الإسلام، وإن لم يكن تاريخ أو إطلاق لهذه الكلمة بعد الفتح معلوما بعد.