وأعنى بالمنهج الذي نجح في ذلك هو منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي لازال المجتمع الإسلامي يجنى من ثمار دعوته المباركة، رغم ما كثفه أعداء الدعوة هذه ضدها من دعايات باطلة، سواء على المستوى السياسي الذي يتذرع به أصحابه لصد العامة عن سماع هذه الدعوة. أو على يد رؤساء الطرق الصوفية الضالة المضلة، وذلك بما يبثونه في أتباعهم من أن أتباع هذه الدعوة ودعاتها يكرهون رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأولياء وينكرون كراماتهم، وذلك ليحافظ هؤلاء على خدمة العامة وخُضُوعهم لهم لأخذ ما يحتاجونه من أموالهم بالدجل والشعوذة.
وسوف أذكر أمثلة من كتبهم حينما أذكر لكم ثاني رجلين من رجال الدعوة السلفية تعرف عليهما أعضاء الدورة، وقد كان كل واحد منهما صاحب طريقة.
وقد قرأ الإخوة ما كتبه أحدهما عن مخازي طريقته التي أنقذه الله منها، تلك الطريقة التي بلغ فيها الكاتب أعلى رتبة، وهى رتبة الخليفة الذي له الإذن المطلق من أحمد التيجاني في إعطاء الطريقة والتنصيب والإذن لمن يراه أهلاً لذلك- وان شئت فقل: في إضلال الناس عن الصراط السوي وإدخالهم في مذهب الحلول والإتحاد المعبر عنه عندهم بالفناء أحياناً- كما ذكر هو ذلك في أحد كتبه في الرد على الطريقة التيجانية.
أعود فأقول: إن الجامعة الإسلامية أسست في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، للعودة بالناس إلى هذا المنهج الصحيح، وقد جَاء في أهدافها إيصال هذا الخير إلى العالم الإسلامي بالوسائل التي تحقق هذا الهدف، وأولها التعليم، فهي تقدم:
١ - منحاً دراسية لأبناء العالم الإسلامي حسب حاجات تلك البلاد وعدد سكانها.
٢ - ترسل بعثات للوعظ والإرشاد.
٣ - تبعث الكتب الدينية النافعة للمؤسسات والمدارس والأفراد.