فلما كثرت عنده هذه الكتب التي تدعوا للتجميع، وقد دعم ما تدعوا إليه هذه الكتب، الشخص الذي يحملها إليه، ويحمل كل جديد منها باستمرار، ولا يتأخر عن نيجيريا فهو دائم الأسفار إليها ففي كل ثلاثة أشهر تقريباً يزورها- وقد سألته عن مهمته- فقال: إنه يريد تأسيس مطبعة ودار للنشر- ولكن مضى ثلاث سنوات ولم يوجد أثر لذلك. وقد حاول هذا الرجل إقناع أمين الدين بمهادنة أصحاب الطرق بحجة الحكمة في الدعوة وجمع كلمة المسلمين، ولكن أمين الدين بحمد الله قد أقنعه الإخوة بالدعوة الصحيحة، وهي تُؤدَّى بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن بيان الحق لابد منه، وإلا فما معنى الدعوة إذا لم يبيّن الحقُّ من الباطل.
وفي الدورة الثانية وبعد زيارته لنا أعني أمين الدين، ذهبت لزيارته في مسجده فوجدت عنده كتاباً جديداً بكمية لا بأس بها، ولكنه لم يعرف ما فيه إذ لم يقرأه، والكتاب اسمه (تربيتنا الروحية) وقد ذكرت ما فيه من خرافات في مقدمة تحقيقي لكتاب (الرد على الجهمية لابن مندة) وهو مطبوع الطبعة الثانية.
ولقد حملت منه نسخاً هدية له ولطلابه ولبعض الأساتذة الذين تعرفت عليهم.
فتناولت كتاب التربية، وفتحت على ص ٢١٦، ٢١٧ لأنظر هل تنطبق على الطبعة التي نقلت منها قول المؤلف:"إن الكرامة تحدث للمنتسب للطريقة الرفاعية وإن كان فاسقاً..."الخ. فوجدتها كذلك لأنها مصورة.
فأعطيتها لأمين الدين فلما قرأها. وضع يده على رأسه وقال: أنا أعْرفُ بِكذِب الصوفية وخرافاتهم ودجلهم وقد وصلت في الطريقة القادرية إلى رتبة ممتازة عندهم، وقد أنقذني الله منها وقد كنت أضرب الطبل في المسجد للذكر- وهذا من طقوسهم- قال: فأنا إذاً أعود لها مرة أخرى.